الطب التجديدي (Regenerative medicine) أحد فروع الطب الحديثة الهادفة إلى تجديد خلايا الجسم وإعادة ترميمها، من أجل علاج مُختلف الأمراض التي عجز الطب التقليدي عن علاجها بفعالية.

حاز هذا الفرع الطبي الحديث قبولًا واسعًا في المنطقة الأوروبية، ويُعَد الدكتور عمرو سعيد من أوائل الأطباء الذين حرصوا على الاعتماد عليه داخل مصر.

ما هو الطب التجديدي؟

يعتمد الطب التجديدي على استخدام مواد علاجية مُستخرَجة من جسم الإنسان، أو مُغذيّات أساسية، مثل سُكر الدكستروز (Dextrose)، من أجل تجديد خلايا الجسم وأنسجته، وعلاج عدّة أمراض، أشهرها خشونة المفاصل.

أصل فكرة الطب التجديدي

وهبنا الله -تعالى- أجسامًا قادرةً على التعامُل مع حالات الالتهاب والجروح فسيولوجيًا عبر عدّة مراحل مُنظمة متتالية ضمن إطار نظام استشفاء يُدعى (Repair Mechanism)، ويتضمن هذا النظام عدة مراحل كما يلي:

  • مرحلة إفراز المواد المُسببة للالتهاب والاحمرار (Inflammation phase).
  • مرحلة تجمُّع الخلايا (Proliferation phase) التي تتضمن تجمّع خلايا الجهاز المناعي واستجابتها لنداء مواد الالتهاب الصادرة عن منطقة الإصابة.
  • مرحلة إعادة البناء (Remodeling phase) التي تشمل إعادة تكوين الأنسجة وتجديدها.
  • مرحلة الالتئام (Healing phase)، وهي مرحلة الاستشفاء الأخيرة.

يعتمد الطب التجديدي بالأساس على تعزيز سُرعة مرحلة تجمع الخلايا (Proliferation) عبر تحفيز الخلايا المناعة على التكاثر، بالتالي يصل الجسم إلى مرحلة الالتئام بسرعة أكبر.

دور تقنيات الطب التجديدي في علاج خشونة المفاصل

مُعظم التقنيات المُستخدّمة قديمًا في علاج خشونة المفاصل صاحبتها آثارًا جانبية مُزعجة، إلى أنْ ابتكر الباحثون تقنيات الطب التجديدي التي أسهمت في علاج مشكلة خشونة المفاصل بفعالية، وبنسبة أمان مرتفعة.

يُمكننا تلخيص أبرز تقنيات الطب التجديدي في:

  • برولوثيرابي (Prolotherapy)

مقطع “برولو” (Prolo) مأخوذ من المُصطلح (Proliferation)، ويَعني -كما ذكرنا مُسبقًا- تجمّع الخلايا، أما مقطع “ثيرابي” (Therapy) فيعني “علاج” باللغة العربية.

تتضمن هذه التقنية حَقن خليط من المواد الآتية:

  • محلول سكر الجلوكوز (Dextrose): يستخدمِه الطبيب بتركيز محدد معتمدًا على حالة المريض.
  • عنصر الماغنسيوم: يُسهم في علاج الآلام المُزمنة، ويُعد أحد الأملاح المُفيدة لخلايا الجسم.
  • برولوزون (Prolozone): يُعرف بالأكسجين النشط (أو الأوزون O3)، وهو مضاد التهاب طبيعي يدخل الجسم فيعمل كمضاد للأكسدة، كما يزيد عُمْلَة الطاقة الرئيسة داخل الخلايا (ATP).
  • الخلايا الجذعية (Stem cells): خلايا غير ناضجة يستخرجها الطبيب من دهون بطن المريض، أو يحصل عليها عبر فصلها عن دم المريض (بعد سحب عيّنة من الدم).
  • مصل الأكسجين النشط

يتكوّن الأكسجين النشط من تفاعُل ذرة الأكسجين العاديّة (O2) مع ذرة ثالثة إضافية لينتج لنا ما يُعرف بالأوزون (O3).

وبمجرد دخول مكونات مصل الأكسجين النَشِط داخل الجسم، يعمل الأكسجين (O2) على تحسين الدورة الدموية وتنشيطها، ما يُسهم في تعزيز وظائف الخلايا عمومًا.

أما ذرة الأكسجين الثالثة (الإضافية) فيستفيد منها الجسم على النحو الآتي:

  • أولًا: التخلص من الشوارد الحرّة (Free radicals)، وهي جزيئات غير مستقرة كيميائيًا تُتلف خلايا الجسم.
  • ثانيًا: تحفيز الجسم على إفراز إنزيمات ومواد مُفيدة تقضي على الشوارد الحرة، مثل: مادة جلوتاثيون” (Glutathione).
  • ثالثًا: زيادة عدد جزيئات الطاقة الموجودة في الخلايا (ATP).
  • حقن البلازما الغنية بعوامل النمو والصفائح الدموية

تعتمد هذه الطريقة على سحب عينة من دم المريض وتحليلها في معامل مُخصصة للتأكد من قابلية تطبيق تقنية فصل البلازما.

وبعد التأكد من سلامة العينة وفحص نسبة الخلايا المناعية فيها، يفصل المُختصون طبقة البلازما عن بقيّة مُكونات دم المريض، وتُسهم البلازما الغنية بالصفائح الدموية وعوامل النمو (Growth factors) المفصولة عن عينة الدم في تجديد الخلايا وتنشيطها، وبالتالي جعل التعافي أسرع.

الطب التجديدي.. طب المُستقبل

من المتوقع أيضًا أن يبتكر الباحثون مزيدًا من وسائل الطب التجديدي لعلاج مُختلف الأمراض غير المُستجيبة لتقنيات الطب التقليدي، وإلى الآن ما زالت تقنيات الطب التجديدي تؤدي دورًا شديد الفعالية في علاج الأمراض المُعدِية، والإيدز، وأمراض المناعة الذاتية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي والتصلب المتعدد، وهو مرض عصبي مُزمن يؤثر في الحركة.