طقطقة الركبة، وانتشار آلام أسفل الظهر والساقين، عدم القدرة على تحريك الذراعين في الاتجاهات المختلفة، جميعها أعراض تنُذر باحتمالية وجود مشكلة صحية خطيرة في أحد مفاصل الجسم موضع الألم.

قد تكون تلك المشكلة إصابة طفيفة تستمر أعراضها عدة أيام وتزول، إلا أنها في كثير من الأحيان تكون ناتجة عن التهاب المفصل أو إصابته بالخشونة.

في المقال التالي سنتطرق إلى الحديث عن الأسباب التي تؤدي إلى إصابته المفاصل بالالتهاب والخشونة، والوسائل العلاجية للتخلص من الألم و علاج خشونة المفاصل نهائيًا.

البنية التشريحية للمفاصل وكيفية إصابتها بالخشونة

خلقنا الله سبحانه وتعالي بقدر وجعل لكل جزء من جسدنا مهمة محددة موكلة إليه، ووكل إلى العظام حفظ هيئة الجسم وقوامة وتدعيمه أثناء الحركة.

وكي نتمكن من الحركة بحرية في الاتجاهات المختلفة خلق لنا مفاصل العظام بما تضمه من غضاريف تسمح بانزلاق عظام المفصل أثناء الحركة دون ان يحتكا مع بعضمها البعض.

بعض الحالات نتيجة زيادة الضغط والحمل الواقع على الغضاريف الفاصلة بين عظام المفصل الواحد تتآكل الغضاريف تدريجيًا مسببة احتكاك عظام المفصل مع بعضها البعض بشدة.

ما الأسباب التي تؤدي إلى تآكل الغضاريف والإصابة بخشونة المفاصل؟

نتيجة احتكاك رؤوس نهايات العظام ببعضها يشعر المُصاب بآلام شديدة عند الحركة، تزداد مع تطور الحالة لتصبح الحركة معها شديدة الصعوبة أو مستحيلة في بعض الأحيان إن لم يتلقَ المريض العلاج المناسب.

وقد تتآكل الغضاريف وتحدث الإصابة بالخشونة وفقًا لنطاق واسع من الأسباب، أشهرها:

  • زيادة المجهود البدني المبذول يوميًا.
  • التقدم بالعمر وما يسببه من تحلل لمادة الغضاريف.
  • الإصابة بالسمنة المفرطة، والتي تُشكل ضغطًا مستمرًا على مفاصل الركبة.
  • عدم تدفق الدم بما يحمله من أكسجين ومواد غذائية إلى خلايا الغضاريف.
  • تكرار الحمل والولادة بين السيدات قد يتسبب في تآكل غضاريف العمود الفقري والركبة.

لا تحدث الإصابة بالخشونة بين عشية وضحاها بدل تبدأ بآلام خفيفة ناتجة عن التهاب بسيط يتطور تدريجيًا حتى نصل إلى مرحلة الخشونة

لذا يُنصح بضرورة استشارة الطبيب المتخصص حول خيارات علاج خشونة المفاصل المتاحة والبدء بالأنسب من بينها فور الشعور بزيادة الألم.

وسائل وتقنيات علاج خشونة المفاصل

تختلف طريقة علاج خشونة المفاصل وفقًا لحالة المريض ومدى تطور إصابته، إذ تُصنف حالات الإصابة بالخشونة إلى أربع درجات وفقاً لمدى تدهور الحالة وتآكل الغضاريف.

أولاً: علاج خشونة المفاصل التحفظي والدوائي

يُفضل الأطباء اللجوء إلى العلاج الدوائي للحالات التي تُعاني خشونة المفاصل من الدرجة الأولى للحد من تدهور الحالة.

تُسهم الأدوية في الحفاظ على حالة الغضاريف والحد من تطور تآكلها، ذلك إلى جانب اتباع المُصاب بعض التعليمات التي يُمليها عليه الطبيب للهدف ذاته، منها:

  1. التخلص من الوزن الزائد.
  2. الاهتمام بالتغذية السليمة.
  3. تجنب حمل الأوزان الثقيلة.
  4. التمهل عند صعود السلالم خاصًة المرتفعة.

ثانيًا: علاج خشونة المفاصل بالحقن

يُسهم الحقن الموضعي في استعادة المُصابين قدرتهم على الحركة مرة أخرى دون ألم، ومن أشهر المواد المُستخدمة في الحقن: مادتي البلازما والهيالورونيك أسيد.

  • علاج خشونة المفاصل بحقن البلازما 

تُستخلص البلازما عن طريق سحب عينة من دم المُصاب، وفصل البلازما عن مكونات الدم الأخرى عبر جهاز الطرد المركزي، ومن ثِم إعادة حقنها من جديد داخل الركبة بهدف تجديد الغضاريف الفاصلة بين العظام وتعويض الخلايا الميتة منها.

تُعد البلازما من  أكثر المواد المُستخدمة في علاج المفاصل المُصابة بالخشونة لما تحتويه من عوامل نمو لها نتائج فعالة في تحسين الإمداد الدموي لخلايا الغضاريف.

  • علاج خشونة المفاصل بحقن الهيالورونيك أسيد

من المواد الأخرى التي يكثُر استخدامها في علاج خشونة المفاصل إلى جانب حقن البلازما هي حمض الهيالورونيك، إذ يُحقن داخل الركبة بهدف المحافظة على الوضع الحالي للمفصل، ومنع تقدم الحالة.

لا تستغرق جلسات الحقن العلاجي سوى بضع دقائق فقط يستطيع المريض مغادرة المركز بعدها مباشرةً وقد ذهب عنه ما كان يشعر به من ألم.

ما بعد إجراء الحقن العلاجي لـ (علاج خشونة الركبة والمفاصل)

بعد أن سردنا ما هو علاج خشونة الركبة وكيفيته، نود أن نختتم معكم مقالنا بمجموعة من النصائح التي تُساعد المُتعافيين على وقاية أنفسهم من احتمالية الإصابة مجددًا  ومنها:

  • زيادة الحرص عند تحريك المفاصل والابتعاد عن الأنشطة التي قد تلحق بها الضرر.
  • ممارسة الرياضة باستمرار للحفاظ على وزن مثالي للجسم وتقوية العضلات.
  • الاهتمام بالتغذية السليمة وإمداد الجسم بما يحتاج إليه من فيتاميات ومعادن.