نمط الحياة اليومي يتطلب بذل الكثير من الجهد والحركة، وفي أحيان كثيرة قد نضطر إلى بذل مجهود زائد ونضغط على أبداننا بما لا تطيق، الأمر الذي قد يُعرضنا لكثير من الإصابات واّلالام، أشهرها آلام العمود الفقري. حيث تستلزم حالات الإصابة بألم العمود الفقري استشارة الطبيب المتخصص من أجل تقييم الحالة ومعرفة أسباب الإصابة ومدى تطورها، واختيار علاج ألم العمود الفقري المناسب من بين خيارات العلاج المتاحة.

“المجهود البدني الزائد” تعرف على أهم أسباب الإصابة بآلام العمود الفقري

يتكون العمود الفقري من عدة فقرات متتالية وظيفتها األساسية هي حمل وزن الجسم وحفظ توازنه في أثناء الحركة. مع كثرة الحركة وحمل الأوزان الثقيلة باستمرار، يزداد الضغط على فقرات العمود الفقري، وما يتصل بها من أوتار وأربطة، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالألم لفترات طويلة.

بمرور الوقت ومع استمرار الجهد المبذول قد يتسبب ذلك في التهاب الغضاريف الفاصلة بين الفقرات وتآكلها تدريجيًا أو إصابتها بالانزلاق، كما يتسبب في التهاب الأوتار والأربطة الداعمة للعمود الفقري أيضاً.
إن لم يخضع المصاب إلى الكشف وتلقي علاج ألم العمود الفقري، قد يتسبب ذلك في تطور الحالة وانتشار الألم إلى أسفل الظهر والساقين معيقة إياه عن الحركة.

 

أسباب وعوامل أخرى قد تؤدي إلى الشعور بالام العمود الفقري

بخلاف المجهود الزائد وما يسببه من أضرار بالغة على العمود الفقري، هناك مجموعة أخرى من العوامل التي قد تؤدي إلى النتيجة ذاتها، وهي:

تقدم العمر

لتقدم العمر آثار سلبية على سائر أعضاء الجسم، إذ تُصاب العضلات بالوهن وتضعف تدريجيًا، فيُصبح المرء أكثر عرضة للإصابات المختلفة، منها الإصابة بآلام العمود الفقري.

الوزن الزائد

إلى جانب ما تسببه السمنة من أمراض خطيرة على صحة المصابين بها فقد تتسبب أيضاً في شعورهم بآلام العمود الفقري المستمرة.
يتسبب الوزن الزائد في زيادة الحمل على فقرات العمود الفقري، الأمر الذي يؤدي إلى تآكل الغضاريف الفاصلة بينها، أو إصابتها بالانزلاق وضغطها على الأعصاب المحيطة بها والتهابها

الإصابات الرياضية

التداخل العنيف بين ممارسي الأنشطة الرياضة قد يؤدي إلى إصابة العمود الفقري، وكذلك ممارسة التمارين الرياضية بصورة خاطئة من الممكن أن يؤثر على أربطة وأوتار العمود الفقري مسببًا التهابها.
لا يعني حديثنا عن تلك الأسباب ترك ممارسة الرياضة بوجه عام، بل الحذر عند أداء التمارين الرياضية، فالرياضة دور هام في تقوية عضلات الظهر والحفاظ على العمود الفقري من الإصابات المختلفة.

الفرق بين آلام الانزلاق الغضروفي وآلام التهاب أوتار وأربطة العمود الفقري

قد تتشابه آلام العمود الفقري الناتجة عن الانزلاق الغضروفي مع آلام التهاب الأوتار والأربطة المرتبطة به في حدة الألم، إلا أن تلك الاّلام تختلف عن بعضها البعض فيما يتعلق بمواضع انتشارها. تمتد آلام الإنزلاق الغضروفي لتصل إلى الإليتين والساقين وأسفل الركبة وصولاً إلى أصابع القدم، بينما يشعر المرضى بالألم في منطقة الإصابة فقط.

طرق علاج الام العمود الفقري

تختلف الطرق التي يتبعها الأطباء في علاج الام العمود الفقري وفقًا لما أخلفته الإصابة من أضرار أدت إلى انزلاق غضاريف الفقرات أم تسببت في التهابها والتهاب الأربطة والأوتار المحيطة بها؟

أولاً: علاج الام العمود الفقري الناتجة عن التهاب الأربطة والأوتار

يمكن علاج ألم العمود الفقري و علاج ألم الظهر الناتجة عن التهابات الأوتار والأربطة الداعمة
للعمود الفقري أو الأعصاب المحيطة به من خلال:

  • وصف مجموعة من الأدوية الفموية.
  •  استخدام المراهم والكريمات الطبية الباسطة للعضلات.
  •  إلى جانب تناول الأدوية بجرعاتها المحددة، يجب أن يحصل المريض على الراحة التامة طوال فترة العلاج.

بعد انقضاء فترة علاج الام العمود الفقري قد ينصح الطبيب بضرورة ممارسة التمارين الرياضية التي تُسهم في تقوية عضلات الظهر من أجل الحفاظ على الأربطة الداعمة للعمود الفقري وحمايتها من الإصابات والضغط.
أما الالام الأكثر انتشارا كتلك الناجمة عن الانزلاق الغضروفي مثلا، فتحتاج إلى وسائل علاجية أكثر فاعلية، لعل أشهرها التردد الحراري.

ثانيًا: علاج الام العمود الفقري الناتجة عن الانزلاق الغضروفي

تُسهم تقنية التردد الحراري في علاج التهابات الظهر للمرضى ممن يعانون انزلاقاً غضروفي بسيطاً فُي الفقرات العنقية أو القطنية ويشكل ضغطاً على جذور الأعصاب أو مفاصل الفقرات في الفقرات العنقية أو القطنية، ويُشكل ضغطاً على جذور الأعصاب أو مفاصل الفقرات المحيطة به مسبباً التهابها.

تُجرى جلسات التردد الحراري تحت تأثير المخدر الموضعي والمهدئ، عن طريق إرسال موجات كهرومغناطيسية من خلال إبرة رفيعة، تصل إلى جذور الأعصاب ومفاصل الفقرات المصابة لتحد ُ من الالتهاب والألم الذي يشعر به المصاب حيث تعُطي جلسات التردد الحراري نتائج فعالة في علاج ألم العمود الفقري بنتيجة تدوم لفترات طويلة، وذلك في حال التزام المصاب بما يُمليه عليه الطبيب من تعليمات مثل

  • ضرورة التخلص من الوزن الزائد.
  • تجنب حمل الأوزان الثقيلة.