دور الحقن الاسمنتي في التخلص من آثار هشاشة العظام
إهمال الالتزام بنظام غذائي صحي، والمداومة على العديد من العادات الغذائية السلبية، يؤدي إلى ضعف بنية الجسم، وعادةً ما تظهر آثار تلك السلوكيات عند التقدم بالعمر، فيُصاب نسبة كبيرة من كبار السن بأمراض العظام والمفاصل والعمود الفقري، وأشهرها هشاشة العظام وتآكل فقرات العمود الفقري.
يؤدي إصابة العمود الفقري بالهشاشة والتآكل إلى الشعور بآلام بالغة يصعب تحملها، خاصة مع التقدم في العمر. لذا حاول أطباء الطب التجديدي البحث عن حلول طبية مبتكرة لمساعدة كبار السن في التخلص من آلامهم المزمنة الناتجة عن الإصابة بهشاشة العظام، وكان من أهم هذه الحلول الحقن الاسمنتي للفقرات.
أسباب هشاشة العظام وآثارها على فقرات العمود الفقري
خلال مرحلة النمو والبلوغ، تتجدد خلايا عظام العمود الفقري باستمرار لتعويض التالفة منها، ولزيادة الكتلة العظمية. تصل الكتلة العظمية إلى ذروتها ببلوغ الثلاثين من العمر، لكنها تبدأ في الانخفاض تدريجيًا مع التقدم في العمر بسبب تباطؤ معدل تجدد الخلايا.
عند انخفاض وزن الكتلة العظمية عن الحد اللازم، تصبح العظام ضعيفة ويبدأ تآكل فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام مزمنة. وتزداد احتمالية الإصابة بهشاشة العظام في الفئات التالية:
- الجنس: النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام وتآكل الفقرات مقارنة بالرجال.
- وزن كتلة العظام: الأشخاص الذين لديهم كتلة عظمية أقل من الطبيعي معرضون أكثر للهشاشة.
- العادات الغذائية: عدم إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لصحة العظام.
في السابق، كانت الوسيلة الوحيدة لعلاج هشاشة العظام هي التدخل الجراحي، ولكن أطباء الطب التجديدي توصلوا إلى تقنية الحقن الاسمنتي للفقرات كبديل فعال.
دور الحقن الاسمنتي في علاج ضعف فقرات العمود الفقري
يعتبر الحقن الاسمنتي للفقرات طوق نجاة لكثير من المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام. تعمل هذه التقنية على تثبيت جسم الفقرة المصابة، مما يساعد المرضى في التخلص من الألم دون الحاجة إلى التدخل الجراحي الذي قد يكون له مضاعفات خطيرة.
خطوات إجراء تقنية الحقن الاسمنتي
- يتم إجراؤها تحت تأثير المخدر الموضعي، باستخدام الأشعة التداخلية لتوجيه الإبرة بدقة إلى الفقرة المصابة.
- قد يتم إدخال بالون طبي داخل الفقرة لرفعها إلى وضعها الطبيعي قبل حقن المادة الأسمنتية (تقنية Kyphoplasty).
- يتم حقن الإسمنت الطبي داخل الفقرة لتقويتها واستعادة ارتفاعها الطبيعي.
مميزات الحقن الاسمنتي للفقرات
- يحافظ على سلامة الحبل الشوكي والأعصاب المحيطة بالفقرات.
- سرعة التعافي: يمكن للمريض مغادرة المستشفى في نفس اليوم والعودة إلى نشاطه اليومي خلال أيام قليلة.
- إجراء آمن: يتم تحت ظروف تعقيم محكمة، مما يقلل من خطر العدوى.
الحالات التي لا يناسبها الحقن الاسمنتي
لا يمكن استخدام هذه التقنية مع المرضى الذين يعانون من ضغط الفقرات على الحبل الشوكي أو الألياف العصبية. في هذه الحالات، يفضل اللجوء إلى التدخل الجراحي أو تقنيات أخرى من الطب التجديدي.
وسائل الطب التجديدي الأخرى لعلاج هشاشة العظام
إلى جانب الحقن الاسمنتي، هناك عدة وسائل أخرى، منها:
- حقن الأوزون: لتجديد خلايا المفصل.
- حقن البلازما وحمض الهيالورونيك: لعلاج خشونة المفاصل.
- التردد الحراري: لعلاج آلام العمود الفقري.
على الرغم من فاعلية التردد الحراري، إلا أن نتائجه قد تتطلب إعادة الجلسات بعد فترة، بينما تستمر نتائج الحقن الاسمنتي لسنوات طويلة.
كيف تختار الطبيب المناسب لإجراء الحقن الاسمنتي؟
يجب اختيار طبيب متخصص في علاج الألم لضمان دقة إدخال الحقن دون التأثير على الألياف العصبية. يمكنكم التواصل مع د. عمرو سعيد، المتخصص في تقنيات الطب التجديدي، للحصول على التشخيص الصحيح والخضوع للعلاج دون الحاجة إلى تدخل جراحي.
<p>في النهاية، يُعد الحقن الاسمنتي للفقرات خيارًا متطورًا وفعالًا للعديد من المرضى الذين يعانون من هشاشة العظام وآلام الظهر المزمنة. فهو يمنحهم فرصة للتخلص من الألم واستعادة نمط حياتهم الطبيعي دون اللجوء إلى العمليات الجراحية المعقدة. لكن يبقى القرار الأفضل دائمًا في يد الطبيب المختص الذي يستطيع تقييم الحالة بدقة وتحديد الإجراء الأنسب. إذا كنت تعاني من مشاكل في العمود الفقري، لا تتردد في استشارة الطيبيب لمعرفة ما إذا كان الحقن الاسمنتي هو الخيار المناسب لك.</p>