لا شك أن الشعور بالألم هو المحرك الرئيسي الذي يضطر مرضى الانزلاق الغضروفي للخضوع إلى التدخل الجراحي، للتخلص من ذلك الشعور البغيض الذي يعيقهم عن الحركة مؤثراً على حياتهم بالكامل. لكن ماذا إن لم تُجد الجراحة ولم تنجح في التخلص من الألم نهائيًا؟ هل يُعَد ذلك عرضاً طبيعيًا بعد الخضوع للجراحة، أم أن آلام ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي دليل على فشل الجراحة والحاجة إلى إعادتها من جديد؟ دعونا نتعرف على الإجابة خلال مقال اليوم.

الفرق بين آلام قبل و ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي

تتسبب الإصابة بالانزلاق الغضروفي وزحزحة الغضاريف الفاصلة بين فقراته المتتالية عن مكانها الطبيعي في شعور المصاب بآلام بالغة، التي قد لا تهدأ بتناول المسكنات الطبية و لا تقتصر أسباب الشعور بالألم على حركة الغضاريف واحتكاك الفقرات، بل تنتج عن الضغط الذي تُشكله الغضاريف المنزلقة على الألياف العصبية المغذية للأطراف، مثل:

  • أعصاب الساقين والإلية في حال إصابة الفقرات القطنية.
  • أعصاب العنق والرأس في حال إصابة الفقرات العنقية.

يستمر الشعور بالألم على مدار اليوم، وتزداد شدته ليلاً ومع الاستيقاظ صباحاً، ما يُعيق البعض عن الحركة والذهاب للعمل وأداء مهامهم اليومية، وهو ما يضطرهم للخضوع للجراحة للتخلص من ذلك الألم والعودة لممارسة أنشطة الحياة الاعتيادية.

أسباب شعور المريض بالألم ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي

على الرغم من كون جراحة العمود الفقري وانزلاق الغضروفي من الجراحات المعقدة التي يشوبها العديد من المخاطر، إلا أن الاستعانة بالجراحين المهرة أسهمت في نجاح الإجراء لنسبة كبيرة من مرضى الانزلاق الغضروفي وتزحزح الفقرات.

وقد يمثل الألم أحد الاّثار الجانبية الطبيعية خلال فترة ما بعد عملية الغضروف – وإن أجريت العملية على النحو الأمثل- الذي قد يستمر أيام طوال بعد الخضوع للجراحة.

وتعود أسباب الشعور بالألم ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي إلى الالتهاب الذي يُصيب جذور الأعصاب بفعل ضغط الغضروف المنزلق عليها لفترة طويلة حتى خضوع المريض للجراحة.

 

السبل الطبية المتاحة للتخلص من آلام ما بعد عملية الغضروف

قد يستمر شعور مرضى الانزلاق الغضروفي بالألم لفترة طويلة بعد الخضوع للجراحة نتيجة لوجود بؤرة التهابية، لذا كان اللجوء إلى تقنية طبية أخرى تُسهم في التخلص من الألم الناتج عن هذا الالتهاب الحل الأمثل لعيش حياتهم طبيعيًا، وتتضمن تقنيات علاج الألم المتاحة التردد الحراري، وهي التقنية التي نتحدث عنها تفصيليًا في السطور القادمة.

التردد الحراري لعلاج الاّم ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي

تُعد تقنية التردد الحراري من التقنيات الحديثة التي يلجأ لها أطباء التدخل المحدود للتخلص من آلام ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي.

خطوات إجراء التردد الحراري لعلاج مرضى الانزلاق الغضروفي

تُجرى تقنية التردد الحراري تحت تأثير المخدر الموضعي، عن طريق إبرة رفيعة يوجه الطبيب من خلالها مجموعة من الموجات الكهرومغناطيسية إلى منطقة الإصابة.

وتعمل تلك الموجات على الحد من الإشارات العصبية التي تنتقل من مكان الإصابة إلى المخ مسببة الشعور بالألم، ما يُساعد المريض على العودة لممارسة أنشطته اليومية بصورة طبيعية.

ومن خلال اللجوء إلى العلاج الطبيعي بعد عملية الانزلاق الغضروفي بالليزر، تستطيع مجموعة كبيرة من مصابي الانزلاق الغضروفي من الدرجة الأولى التخلص من إصاباتهم وما يُصاحبها من آلام نهائيًا، ويمكن إجراء تقنية كي وتبخير الغضروف بالليزر لتحقيق الغرض ذاته.

كي وتبخير الغضروف بالليزر.. البديل الاّمن للجراحة التقليدية

عوضاً عن الخضوع للجراحة التي تحفها المخاطر، والحاجة إلى الخضوع لتقنية التردد الحراري فيما بعد للحد من الألم بعد إجرائها، يُفضل الأطباء علاج الحالات التي تعاني انزلاق الغضروفي بواسطة “تقنيات التدخل المحدود”، من أشهرها تقنية كي وتبخير الغضروف بالليزر.

خطوات إجراء تقنية الليزر لكي وتبخير الغضروف المنزلق

تُجرى جلسة كي وتبخير الغضروف بالليزر على نفس شاكلة جلسة التردد الحراري، إلا أنها توفر إمكانية التخلص من جزء الغضروف المنزلق أولاً عن طريق الليزر، ومن ثَم الحد من الإشارات العصبية الصادرة عن الأعصاب المصابة بالالتهاب، ما يحد من الشعور بالألم. وتعتمد التقنية على استخدام المخدر الموضعي ومادة مهدئة لضمان عدم شعور المريض بأي آلام في أثناء الإجراء.

عن طريق الاستعانة بجهاز الأشعة التداخلية يتمكن الطبيب من رؤية الفقرات المصابة والأعراض المحيطة بها بوضوح، ثم يُدخل إبرة رفيعة ذات فتحتين من نهاية القناة العصبية وصولاً إلى مكان الانزلاق ومن الجهة المقابلة للإبرة الطبية يُمرر الطبيب ألياف الليزر التي تبعث موجات عالية التردد وتبخير الجزء المنزلق من الغضاريف والتخلص منه نهائياً.

تقنية الليزر علاج سريع للانزلاق الغضروفي تظهر نتائجه الفعالة في التخلص من الانزلاق وما يُصاحبه من آلام خلال دقائق معدودة دون أن يُشكل الإجراء أية خطورة على صحة الخاضعين له.

هل نتائج جلسة كي وتبخير الغضروف بالليزر دائمة، أم أن المريض يحتاج إلى الخضوع لها كل بضعة أشهر؟

عادةً ما ينجح كي وتبخير الغضروف بالليزر في التخلص من مشكلة الانزلاق الغضروفي، وذلك في حال التزام المريض بما يُشير إليه الطبيب من تعليمات، أهمها تجنب الأسباب التي أدت إلى الإصابة بالانزلاق في بادئ الأمر، والتي قد تتضمن:

  • حمل الأوزان الثقيلة باستمرار وبطريقة خاطئة.
  • الإصابة بالسمنة المفرطة.
  • الجلوس في وضعية واحدة لفترة طويلة.

تجنب الأسباب السابقة واتباع طريقة النوم بعد عملية الانزلاق الغضروفي بالليزر التي يُشير إليها الأطباء لتخفيف العبء عن العمود الفقري يضمن لك الوقاية من معاودة الشعور بالألم ما بعد عملية الانزلاق الغضروفي بالليزر، وعدم الإصابة بالانزلاق من جديد.